-->
قلب الاحداث Heart of events قلب الاحداث Heart of events
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

دكتورة غادة جابر تكتب : لبنان من الانقسام الي الانتحار

 اندلعت حرب أهلية بلبنان , في 13 أبريل 1975 واستمرت لـ 15 عاماً , قتل فيها 150 ألف شخص و أصيب مئات الاَلاف , منتهية بموجب اتفاق( الطائف ) عام 1990 الذى عكس توازن القوى علي الساحتين اللبنانية و الاقليمية , ولكن الإنقسامات في لبنان أصبحت أعمق و أوسع بين السياسي و الطائفي , فخلال الحرب الاهلية كان الإنقسام بين المسلمين و المسيحيين , وأخذ طابعاً سياسياً ما بين قوى سياسية يسارية وقومية عربية لبنانية ذات توجهات علمانية قاعدته من المسلمين , الي جانب قوى سياسية عابرة للطوائف مثل الحزب الشيوعي من جهة ,وقوى مسيحية تمثلت بالكتائب و القوات اللبنانية ذات توجهات يمينية غربية من جهة أخرى , والأعمق إنقساماً حالياً بين سنة لبنان و شيعته الذين برزوا كأكبر قوة سياسية و عسكرية في لبنان بروز ( حزب الله )  كقوة عسكرية يمثل أغلبية الطائفية الشيعية في لبنان مدعوماً من قبل إيران وسوريا , وذلك مع إنتهاء الحرب اللبنانية وتعززت قوتهم مع إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2001 .
     وبقي للبنان أن تنعم باستقرار نسبي سياسي و إقتصادى مع استمرار قيام سورية بدور محورى في الحفاظ علي هذا الاستقرار , وانخرط حزب الله في الحياة السياسية وشارك في الانتخابات النيابية و الحكومية , ومع الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 , والذي لقي ظلالة بالعنف الطائفي علي الشارع العربي , وخاصةً لدول الجوار للعراق , وبدأ الحديث عن (الهلال الشيعي ) من إيران الي العراق ولبنان , مثمثلاً في حزب الله .
     وبدأ الصدام بين سوريا و الولايات المتحدة فاستهدفت أمريكا ( ساحة الصراع ) الساحة الخلفية لسوريا المتمثلة في لبنان ودعم سحب القوات السورية من لبنان , عن طريق مجلس الأمن , وأنتهي التفاهم بين الولايات المتحدة وسورية عشية انطلاق حرب الخليج الأولي عام 1991 , وقضي ذلك ان يكون لسورية الدور المحورى في الشأن اللبناني , ومع صدور قرار مجلس الأمن 1759 , وإغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريرى , وخروج القوات السورية من لبنان تعمق الإنقسام في لبنان , بين السنة و الشيعة , وإنقسم المسيحيون بين هذين المحورين.
     وفي ظل الازمة الحالية التي انفجرت نتيجة تردى أوضاع اقتصادية فبرز قطاع لا بأس به من الشباب اللبناني العاطل عن العمل , مع ترسيخ الإستقطاب الطائفي , وتركيز الجهات الداخلية علي تصفية الحسابات الشخصية , فأصبح الحكم في لبنان عقب اتفاق الطائف الذى عقد في السعودية عام 1990 ,  قائم علي نظام جمهورى ديمقراطي توافقي طائفي بحيث توزع المناصب الاساسية بنسب محددة بين أعلام الطوائف المختلفة , فالبنية الطائفية للنظام السياسي في لبنان جعل من شبه المستحيل اتخاذ قرارات كبرى دون توافق جميع الفرقاء السياسية , الموزعين علي أساس طائفي , فهناك أزمات  قائمة في لبنان بسبب عدم التحكم في إتخاذ قرار مثل (أزمة الكهرباء)فعجز الكهرباء و إنقطاعها لمدة 16 ساعة يومياً , أزمة (طلعت ريحتكم) في عام 2015 انفجر الشعب اللبناني في احتجاجات عارمة بسبب تكدس القمامة في الشوارع , أزمة (المياه) في مناطق مختلفة يدفع فيها اللبنانيون ثلاث فواتير للمياه ,واحدة للشرب , وثانية لمياه الإستعمال , وثالثة للدولة وغيرها من الأزمات , فما كان ينقص الشعب اللبناني فرض ضريبة علي (الواتس اًب )في اكتوبر 2019التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير , فالتظاهر في بيروت انفجار لوضع داخلي ممزق وغير متوازن . وتوالت الاحداث الممزقة الي ان اصبح الانتحار ظاهرة في لبنان تحمل لوافت " انا مش كافر بس الجوع كافر"، في الايام القليلة الماضيةلشهر يوليو لعام 2020 سجلت لبنان حالات انتحار في اقل من يومين لثلاثة اشخاص، بورقة رسمية! " انا مش كافر بس الجوع كافر"، يشعر كثير من اللبنانيين باحباط كبير بسبب ما وصلت اليه البلاد اقتصادياً، مع عدم قدرتهم علي تغيير واقعهم وعدم استجابة الطبقة السياسية وانتشار اليأس بينهم، اكثر من 30الف شخص فقدوا وظائفهم، وأكثر من 50بالمئة من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، و 30 بالمئة منهم تحت خط الفقر المدقع، وفي النهاية الانقسام الداخلي قائم ومستمر الي أن انقسمت الروح الواحدة تعرف متي يكون الكُفر وتُعلن انها ليست كافرة.
الدين لله ، والحياة لمن يحب الحياة

إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

قلب الاحداث Heart of events

2016