-->
قلب الاحداث Heart of events قلب الاحداث Heart of events
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

دكتورة غادة جابر تكتب : سيناريوهات سد النهضة


باقتراب مرور 9 أعوام علي مفاوضات سدالنهضة الاثيوبي بين مصر و اثيوبيا والسودان واصرار التعنت من الجانب الاثيوبي و المماطلة وعدم الوصول لنقطة اتفاق للتسوية بشأن السد ، فشلت جميع المفاوضات فالتفاوض عملية غايتها الوصول لتسوية سياسية ،  سد النهضة أو سد الألفية الكبير (بالأمهرية: ህዳሴ ግድብ «هداسي جاديب») هو سد إثيوبي يقع على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترا . وعند اكتمال إنشاءه المرتقب ، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء. تقدر تكلفته ب 4.7 مليار دولار أمريكي. وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيد لغرض توليد الطاقة الكهرمائية في إثيوبيا. ويوجد قلق لدى الخبراء المصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياه النيل وحصة مصرالمتفق عليها ، كانت الدول المتشاطئة على نهر النيل في السابق مستعمرات لدول أجنبية ثم حصلت هذه الدول على استقلالها. وظهرت أولى الاتفاقيات لتقسيم مياه النيل عام 1902م في أديس أبابا وعقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان وإثيوبيا، ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات -سواءٌ على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا ونهر السوباط، ثم اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا، عام 1906، وظهرت عام 1929 اتفاقية أخرى، وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده. وهذه الاتفاقية كانت بين مصر وبريطانيا(التي كانت تمثل كينيا وتنزانيا والسودان وأوغندا) لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا. وتم تخصيص نسبة 7.7٪ من تدفق للسودان و92.3٪ لمصر، 1956 – 1964: تم تحديد الموقع النهائي لسد النهضة الكبير الإثيوبي Grand Ethiopian Renaissance Dam بواسطة مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح States Bureau of Reclamation  (احدى إدارات الخارجية الأمريكية) خلال عملية مسح للنيل الأزرق أجريت بين عامي 1956 و1964 دون الرجوع إلى مصر حسب اتفاقية 1929.في أكتوبر 2009 وأغسطس 2010 قامت الحكومة الإثيوبية بعملية مسح للموقع.في نوفمبر 2010 ، تم الانتهاء من تصميم السد في 31 مارس 2011، وبعد يوم واحد من الإعلان عن المشروع ، تم منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية Salini Costruttori

في 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي Meles Zenawi حجر الأساس للسد وقد تم انشاء كسارة للصخور جنبا إلى جنب مع مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع

في 15 أبريل 2011، أعاد مجلس الوزراء الاثيوبى تسمية السد بـ "سد النهضة الإثيوبي الكبير "Grand Ethiopian Renaissance Dam (GERD. حيث كان في البداية يطلق عليه "مشروع X" وبعد الإعلان عن عقود المشروع سمى بـ " سد الألفية Millennium Dam ".،في مايو 2011، أعلنت إثيوبياانها سوف تتقاسم مخططات السد مع مصر حتى يمكن دراسة مدى تأثير السد على المصب ،وفي مارس 2012،أعلنت الحكومة الإثيوبية عن ترقية لتصميم محطة توليد كهرباءالسد ، وزيادتها من 5250 ميجاوات إلى 6000 ميجاوات. وكان من المتوقع ان يكون أول مولدين جاهزة للعمل بعد 44 شهرا من البناء ،تعارض مصر (التي تقع على مصب النهر) إقامة هذا السد الذي من المؤكد أنه سيقلل من كمية المياه التي تحصل عليها من النيل ، برر زيناوي (رئيس وزراء إثيوبيا السابق) - بناء على دراسة لم يكشف عنها - أن السد لن يقلل توافر المياه للمصب وانه أيضا ينظم المياه لأغراض الري ، التأثير الدقيق للسد على دول المصب غير معروف. مصر تخشى من انخفاض مؤقت من توافر المياه نظراً لفترة ملء الخزان وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه . يبلغ حجم الخزان حوالي ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية (65,5 مليار متر مكعب) . من المرجح أن تنتشر هذه الخسارة إلى دول المصب على مدى عدة سنوات. وقد ورد أنه بخلال ملء الخزان يمكن أن يُفقد من 11 إلى 19مليار متر مكعب من المياه سنوياً، مما سيتسبب في خسارة مليوني مزارع دخلهم خلال الفترة من ملء الخزان . ويزعم أيضاً، بأنها ستؤثر على امدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 % إلى 40 % ، في حين يجري بناء السد حالياً . حسابات الطاقة الكهرومائية في الواقع أقل من 12 في المئة من إجمالي إنتاج الكهرباء في مصر في عام 2010 (14 من أصل 121 مليار كيلو وات في الساعة)  حتى أنه سيحدث انخفاض مؤقت بنسبة 25% من إنتاج الطاقة الكهرومائية وسُيترجم إلى انخفاض مؤقت في إنتاج الكهرباء الإجمالي المصري لما هو أقل من 3%. سد النهضة الإثيوبي الكبير يمكن أن يؤدي أيضاً إلى خفض دائم في منسوب المياه في بحيرة ناصر، إذا تم تخزين الفيضانات بدلا من ذلك في إثيوبيا. وهذا من شأنه تقليل التبخر الحالي لأكثر من 10 مليارات متر مكعب سنويا ، ولكن سيكون من شأنه أيضاً أن يقلل من قدرة السد العالي في أسوان لإنتاج الطاقة الكهرومائية لتصل قيمة الخسارة لـ100ميجاوات بسبب انخفاض مستوى المياه بالسد بمقدار 3م ، يذكر أن سد النهضة، يعتبر أزمة كبيرة تهدد أمن مصر المائي، وحقوقها التاريخية في مياه النيل، وتبلغ السعة التخزينية لسد النهضة 74 مليار متر مكعب، وهي مساوية تقريبا لحصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل، وتبلغ حصة مصر من مياة النيل بحسب اتفاقية 1959 لتقسيم المياه، 55 مليار متر مكعب من المياه، لتوضيح طريق أخر يمكن للمصرين أن يسلكوه وهو الطريق إلى مجلس الأمن، مدعوم بالاتفاقيات الدولية التي تقر حقوق مصر في مياه النيل. الاشارة إلى أن خطاب مصر لمجلس الأمن سيوضح أن سد النهضة، سيهدد السلم والأمن الدوليين، وعليه كان علي مصر اختيار سيناريوهات بديلة لفشل التفاوض واللجوء لمجلس الأمن وبدوره سيدرس المشكلة، وإذا كان قراره في صالح مصر، فسيكون القرار الحفاظ على مصالح مصر المائية، وسيكون القرار ملزم لإثيوبيا إذا احتكم المجلس للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ويتكون الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة من 13 مادة، تختص فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان ،  حينها إذا لم تنفذ إثيوبيا قرار مجلس الأمن، سيتم توقيع عقوبات عليها، مشيرًا إلى أنه إذا صدر القرار طبقًا للفصل السادس سيكون القرار استشاريًا، "ولكن في هذه الحالة تكون المشكلة تعادي الأمن والسلم الدوليين ، إذا تم توجيه المشكلة إلى محكمة العدل الدولية دون موافقة إثيوبيا، سيكون رأي المحكمة استشاريًا، ولكنه أيضًا سيُأثر بشدة على موقف إثيوبيا قانونيًا، موضحًا أن مصر لديها اتفاقيات موقعة من بريطانيا تضمن حصصها في مياه النيل، وهذه الاتفاقيات تورث وبالتالي إثيوبيا ملتزمة بها"، وهناك سيناريولاختياروسيط دولي قوي، "إما دولة ذات نفوذ أو منظمة كالأمم المتحدة، ويقوم الوسيط الدولي بالحكم بين مصر وإثيوبيا، ان مصر تخوض خطواتها من منطلق قوي ، والسيناريو الاخير المتوقع انه لم يستبعد التدخل العسكري، "لا أحد يستطيع التكهن بتوقيت استخدام الحل العسكري، ولكن الدولة ستستخدمه في الوقت التي تري فيه أن مصالح مصر ستتضرر وأن كافة الطرق السلمية أصبحت مسدودة"، ولكن هذا السيناريو الاخير لأن مصر لديها الأوراق اللازمة لاستخدامها جيدًا لإدارة ملف سد النهضة ولكنها تحتاج إلى تنظيم.





   




إرسال تعليق

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

قلب الاحداث Heart of events

2016